شيخوخة الحب- هل يموت الحب مع مرور الزمن؟
المؤلف: عزيزة المانع08.18.2025

بمرور الوقت، يشيخ الحب ويتلاشى بريقه، فتظهر عليه علامات الزمن، ويقل تدفق الحيوية فيه، ويتخلى تدريجياً عما كان يميزه من مشاعر جياشة. وقد عبّر الشاعر حسن القرشي بأسى عن موت مشاعر الحب، التي كانت تنبض بالحياة في قلوب المحبين، قبل أن يخبو وهجها بفعل مرور الزمن، متسائلاً بحسرة عن تلك اللهفة والشوق الذي كان يملأ اللقاءات والغيابات.
لم يكن القرشي وحده من يشتكي من فتور المشاعر وانطفاء جذوتها بعد مضي مدة على علاقة الحب، بل هناك العديد ممن شعروا بما شعر به، وتساؤلوا مثله عن السر وراء فقدان ذلك الشغف المتوهج الذي يرافق بدايات علاقات الحب.
من ألطف ما قرأت في هذا الشأن، أن الحب هو حالة شعورية تحفز الدماغ على إفراز مجموعة من الهرمونات التي تغذي انفعالات الحب في بداياته. إلا أن إفراز الدماغ لهذه الهرمونات لا يدوم طويلاً، وسرعان ما ينضب ويتوقف تدفقه، وعندما تتوقف الهرمونات عن التدفق، يفقد الحب مصدر غذائه، فيذبل ويموت. ولعل هذا يفسر لنا انطفاء العديد من علاقات الحب بعد فترة وجيزة من نشأتها.
إذا أخذنا هذا الرأي في الاعتبار، فإننا نفهم لماذا لا يعرف بعض الناس، وهم ليسوا قلة، الاستقرار على حب واحد، ولا يتوقفون عن الانتقال من حب إلى آخر. فمع مرور الوقت يصبح تجدد المشاعر ضرورة ملحة. إذ أنهم مدفوعون بجفاف الهرمونات ونضوب مصادرها، لذلك يستمرون في التنقل من حب لآخر، بحثاً عن ينابيع حب جديدة ما زالت هرموناته تتدفق بوفرة وغزارة، تمنحهم الحيوية والدفء.
ولعل هذا هو السبب الذي يدفع بعض الأزواج إلى تكرار الزواج عدة مرات، سواء بالطلاق والزواج مرة أخرى، أو بإضافة زوجة جديدة إلى زوجة قديمة، وذلك كلما شعروا بالجفاف ونضوب هرمونات الحب في أدمغتهم، بحثًا عن مشاعر متجددة تروي ظمأ قلوبهم.
لكن ما يصعب فهمه في ظل هذه النظرية، هو تلك الحالات النادرة التي يستمر فيها الحب متألقًا ومنتعشًا، لا تنضب هرموناته ولا تجف ينابيعه، مثل الحالات التي تجسدها بعض قصص الحب الخالدة، كقصص قيس وليلى، وكثير وعزة، وبثينة وجميل، وروميو وجولييت، وغيرها من أساطير العشق التي تؤكد أن الحب قد يظل حيًا وخالدًا في قلب صاحبه، متحديًا عوامل الزمن.
ختامًا، من الواضح أن الحب المقصود هنا، هو الحب الرومانسي الذي ينشأ بين الرجل والمرأة، وليس كل أنواع الحب بشكل عام. فعلاقات الحب الأخرى التي تربط الإنسان بأهله وأصدقائه ووطنه، لا تنطبق عليها هذه النظرية على الإطلاق، فهي لا تخضع لفترة زمنية محددة، بل تظل خالدة في القلب ما دام ينبض بالحياة.
لم يكن القرشي وحده من يشتكي من فتور المشاعر وانطفاء جذوتها بعد مضي مدة على علاقة الحب، بل هناك العديد ممن شعروا بما شعر به، وتساؤلوا مثله عن السر وراء فقدان ذلك الشغف المتوهج الذي يرافق بدايات علاقات الحب.
من ألطف ما قرأت في هذا الشأن، أن الحب هو حالة شعورية تحفز الدماغ على إفراز مجموعة من الهرمونات التي تغذي انفعالات الحب في بداياته. إلا أن إفراز الدماغ لهذه الهرمونات لا يدوم طويلاً، وسرعان ما ينضب ويتوقف تدفقه، وعندما تتوقف الهرمونات عن التدفق، يفقد الحب مصدر غذائه، فيذبل ويموت. ولعل هذا يفسر لنا انطفاء العديد من علاقات الحب بعد فترة وجيزة من نشأتها.
إذا أخذنا هذا الرأي في الاعتبار، فإننا نفهم لماذا لا يعرف بعض الناس، وهم ليسوا قلة، الاستقرار على حب واحد، ولا يتوقفون عن الانتقال من حب إلى آخر. فمع مرور الوقت يصبح تجدد المشاعر ضرورة ملحة. إذ أنهم مدفوعون بجفاف الهرمونات ونضوب مصادرها، لذلك يستمرون في التنقل من حب لآخر، بحثاً عن ينابيع حب جديدة ما زالت هرموناته تتدفق بوفرة وغزارة، تمنحهم الحيوية والدفء.
ولعل هذا هو السبب الذي يدفع بعض الأزواج إلى تكرار الزواج عدة مرات، سواء بالطلاق والزواج مرة أخرى، أو بإضافة زوجة جديدة إلى زوجة قديمة، وذلك كلما شعروا بالجفاف ونضوب هرمونات الحب في أدمغتهم، بحثًا عن مشاعر متجددة تروي ظمأ قلوبهم.
لكن ما يصعب فهمه في ظل هذه النظرية، هو تلك الحالات النادرة التي يستمر فيها الحب متألقًا ومنتعشًا، لا تنضب هرموناته ولا تجف ينابيعه، مثل الحالات التي تجسدها بعض قصص الحب الخالدة، كقصص قيس وليلى، وكثير وعزة، وبثينة وجميل، وروميو وجولييت، وغيرها من أساطير العشق التي تؤكد أن الحب قد يظل حيًا وخالدًا في قلب صاحبه، متحديًا عوامل الزمن.
ختامًا، من الواضح أن الحب المقصود هنا، هو الحب الرومانسي الذي ينشأ بين الرجل والمرأة، وليس كل أنواع الحب بشكل عام. فعلاقات الحب الأخرى التي تربط الإنسان بأهله وأصدقائه ووطنه، لا تنطبق عليها هذه النظرية على الإطلاق، فهي لا تخضع لفترة زمنية محددة، بل تظل خالدة في القلب ما دام ينبض بالحياة.